وقد رد الشاعر عبد الله بن إدريس - في صحيفة الجزيرة - على القصيدة بقصيدة أخرى يظهر حزنه على غازي في حديقته ، ويخبره بأنه أكبر منه عمرا فماذا يقول هو عن عمره يا ترى :
تسع وسبعون.. يا شمعات مسياري
أمضيتها بين إعسار وإيسارِ
تسع وسبعون.. يا لذَّات أحرفها
أمضيتها بين إقبال وإدبارِ
أمضيتها بين أشجان مؤرقةٍ
وبين عزم شديد البأس موَّارِ
تسع وسبعون ما أحفى ركائبها
طولُ السرى.. أو تدانت دون أوطارِي
أمضيتها بين تبريح ومغتَربٍ
من دون رفد، ولا جارٍ لتجارِ
حتى قضيت لبانات سعيتُ لها
أستشرفُ النور في آفاق أدهارِي
أستشرفُ الفجر ما ذرَّت نسائمه
مستمطراً نفحات الأكرم البارِي
تسع وسبعون.. يا غازي مزمجرة
ضد الخنوع.. وضد الذل والعارِ
وما سمحتُ لها يوماً تساءلني
(أما سئمتَ ارتحالاً أيها السارِي)؟
كلا وربك ما أصْغَتْ بهمستها
بمسمعي.. أو تهاوت دون إصرارِي
وما شَنأْتُ لها عُسراً وعجرفةً
ولا رقصتُ لها يوماً بمزمارِي
وما اغتررتُ بها خضراء مزهرة
فكل أيامها.. أيام تسيارِ
سموت بالنفس أن تُمنى بعزتها
لمطمع.. يرتضي إعنات جبارِ
ولا العداوات صدتني حقارتها
عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ
وما مللتُ حياة طبعها غِيَرٌ
بلى.. نسجت لها نثري وأشعارِي
**
يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا
أطِلْ مكوثك.. لا ترحل عن الدارِ
إني أعزك.. لا دنيا معطرة
لكن تقارب أطباع وأفكارِ
يا عازف اللحن كم أوسعتنا حزناً
لما تقول: (بأني حان إبحارِي)
فهل مللتَ؟ هَنَاك اليوم تصغرني
(بربع) عمرك.. يا للبائع الشارِي؟!
مرحى (الثمانين) هل في العمر من سعةٍ
تحلو الحياة بها في ختم تسيارِي؟
**
إني تطاولتُ للأسمى وكنت له
أسعى.. وما ضرني ما شاب مشوارِي
أهلا بك في رحاب مدونتي
وسواء حطت رحالك محركات البحث أو ساقتك المقادير إلى القرطاس
تسعدني مشاركتك
تسعدني مشاركتك
عندما نعيش لذواتنا فحسب , تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة , تبدأ من حيث بدأنا , وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود..
أما عندما نعيش لغيرنا , أي عندما نعيش لفكرة , فإن الحياة تبدو طويلة عميقة , تبدأ من حيث بدأت الإنسانية , وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض
أما عندما نعيش لغيرنا , أي عندما نعيش لفكرة , فإن الحياة تبدو طويلة عميقة , تبدأ من حيث بدأت الإنسانية , وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض
الجمعة، 20 أغسطس 2010
أما سئمت ارتحالا أيها الساري؟!
خمسٌ وستُونَ .. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ .. ما هدأتْ
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ .. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ ؟ أين رفاقُ العمرِ ؟
هل بَقِيَتْ ...
سوى ثُمالةِ أيامٍ .. وتذكارِ !!
بلى !
اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
.
.
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
ماذا أقولُ ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي .. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي : كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي : لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
.
.
وأنتِ !.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة .. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني ؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ .. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب .. كما
رأيتِ ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني!
دعيني ..!
واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي : لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
.
.
ويا بلاداً نذرتُ العمر.. زَهرتَه
لعزّها !... دُمتِ !
إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ .. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي : لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
.
.
يا عالم الغيبِ ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني .. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي .. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ .. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ ..؟!
شعر : د. غازي القصيبي .
الخميس، 5 أغسطس 2010
الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "
شرح المفردات:
(الغنى) أي: أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس.
من فوائد الحديث:
1- قال ابن بطال:" معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه ، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس ، وهو من استغنى بما أوتي، وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب ، فكأنه غني".
2- قال القرطبي : المرء إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "
شرح المفردات:
(الغنى) أي: أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس.
من فوائد الحديث:
1- قال ابن بطال:" معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه ، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس ، وهو من استغنى بما أوتي، وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب ، فكأنه غني".
2- قال القرطبي : المرء إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.
الأحد، 1 أغسطس 2010
أسهل الطرق
لا بد أن يعكر مزاجك بتصرف ساذج , أو نزق طائش , أو تجاهل لمعروفك , أو هضم لحقك, أو ماتكره من عادات الناس وأخلاقهم سواء كانت من إنسان قريب أو بعيد, كبر أم صغر,
ومع ذلك أنت ملاقيهم في غالب دهرك, وأنت حيال هذا الأمر أمام خيارات عدة :
1/ المقابلة على هذا التصرف بالمثل
وفي هذه الحالة أنت لم تصنع شيأ استثنائيا عن سائر الناس ,بل يشاركك الحيوانات في ذلك
2/ التشنيع عليه والبلبلة والصراخ والعويل.............
وهنا أنت تبلبل على نفسك في الحقيقة وتشغل الناس بك
3/الرد بصاعين
يكفي أن تقرأ قول الحق تبارك وتعالى (فويل للمطففين, الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون)
4/ التغاضي والسكوت
وهنا لابد أن يعرف سبب السكوت
فإن كان عن ضعف وعجز وخشية لمن أمامك فهذا إنهزام وجبن وقد يسبب الحنق والحقد فتشعشع الضغينة وتشتعل العداوة وتحرق نياط القلب
وأما إن كان عزة نفس ,وترفعا عن المهاترات ,و ضبطا لسؤرة الغضب, وتكرما عن الدناءة في وحل الخصومة,وحفظا لسالف الود, وصيانة لبقاء الوصل والحب
وعرفانا بعهد مضى كان المعروف حاضرا فيه
وتنازلا عن بعض حقك منة منك له, وسلامة لعرضك من الطعن والثلب ,
والظفر بثناء خصمك بعد طول العهد ودعائه لك بظهر الغيب
واعترافه لك برجاحة عقلك , وكريم طبعك , مع تشوقه لدوام وصلك ,
وظهور فضلك على غيرك بعد المعاينة والمقارنة
وتطلع الأخيار إلى حفظ مودتك, وتشوفهم إلى لقائك ,والورود إلى منهل أخلاقك العذبة
فهذا هو المحمود من الخلال, والمرضي عنه من الخصال,
وهو العفو الذي لا شيء يعظمه عند عقلاء القوم
و سيد أخلاق الكرام
و الطريق السهل لرأب الصدع, وحل النزاعات ,وإخماد العداوات
نسأل الله العفو والعافية
ومع ذلك أنت ملاقيهم في غالب دهرك, وأنت حيال هذا الأمر أمام خيارات عدة :
1/ المقابلة على هذا التصرف بالمثل
وفي هذه الحالة أنت لم تصنع شيأ استثنائيا عن سائر الناس ,بل يشاركك الحيوانات في ذلك
2/ التشنيع عليه والبلبلة والصراخ والعويل.............
وهنا أنت تبلبل على نفسك في الحقيقة وتشغل الناس بك
3/الرد بصاعين
يكفي أن تقرأ قول الحق تبارك وتعالى (فويل للمطففين, الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون)
4/ التغاضي والسكوت
وهنا لابد أن يعرف سبب السكوت
فإن كان عن ضعف وعجز وخشية لمن أمامك فهذا إنهزام وجبن وقد يسبب الحنق والحقد فتشعشع الضغينة وتشتعل العداوة وتحرق نياط القلب
وأما إن كان عزة نفس ,وترفعا عن المهاترات ,و ضبطا لسؤرة الغضب, وتكرما عن الدناءة في وحل الخصومة,وحفظا لسالف الود, وصيانة لبقاء الوصل والحب
وعرفانا بعهد مضى كان المعروف حاضرا فيه
وتنازلا عن بعض حقك منة منك له, وسلامة لعرضك من الطعن والثلب ,
والظفر بثناء خصمك بعد طول العهد ودعائه لك بظهر الغيب
واعترافه لك برجاحة عقلك , وكريم طبعك , مع تشوقه لدوام وصلك ,
وظهور فضلك على غيرك بعد المعاينة والمقارنة
وتطلع الأخيار إلى حفظ مودتك, وتشوفهم إلى لقائك ,والورود إلى منهل أخلاقك العذبة
فهذا هو المحمود من الخلال, والمرضي عنه من الخصال,
وهو العفو الذي لا شيء يعظمه عند عقلاء القوم
و سيد أخلاق الكرام
و الطريق السهل لرأب الصدع, وحل النزاعات ,وإخماد العداوات
نسأل الله العفو والعافية
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)