كان يتحدث مع أخيه فطلب منه حاجة ليقضيها له, لم يستجب لطلبه
بل قابل ذلك بسخرية كأن هذا اللأمر لا يعنيه,
جاوبه أخوه بعبارة لم يحسب لها ألف حساب, لم يتوقع أن يسمع تلك العبارات من إنسان بعيد فضلا عن أن تكون من أخ قريب,
سحب نفسه من ذلك اللقاء بأقل الخسائر ,
ضاق خاطره, تعكر مزاجه ,انشغل باله
بدأ داء الحقد يسري في قلبه
مر شريط الذكريات أمام عينيه
يبحث فيه عن زلة مقصودة أو غير مقصودة
شواهد عديدة لا حصر لها ,بعضها عابر لحد السذاجة
أخيرا وبعد حكم صادر من دهاليز تفكيره
اتخذ قراره الحاسم بأن يقطع علاقته به أو يقلل احتكاكه به على أقل تقدير
مر اليوم اليوم الأول والثاني والقرار في حيز التنفيذ
حصل بينهما مرور عابر , لا حظ أخوه الفرق في تعامله
فهو لا يملك مهارة إخفاء غضبه
أدرك بفطنته سبب التغير البادي عليه
لم يستطع أن يواجهه بالاعتذار من العبارة التي قالها له سابقا
مع أنها كانت ردة فعل ولحضة غضب عابرة
كان بإمكانه أن يقول له ذلك
لكنه سلك إلى قلبه طريقا آخر
في الساعة الثانية والنصف ومع حرارة الصيف الملتهب
إذا بالباب يطرق
من الطارق في هذا الوقت؟
فتح الباب صدمه روعة المنظر ,
رأى أخاه ومعه هدية
خانته الكلمات, تلعثم , تفضل ...... شكرا.... حياك الله
اختبطت عليه الكلمات
هذه هدية بسيطة لأجلك
وأعتذر عن ضيافتك لأني على سفر طارئ
لكن لنا لقاء بإذن الله
استودعك الله والسلام
لم يستطع أن يرد عليه بكلمة واحدة
أغلق الباب ,فتح الهدية,
فاحت رائحة الطيب
مر شريط الذكريات أمام عينه
لم يستطع حصرا للمواقف النبيلة
كم أنت عظبم ياأخي
اغرورقت عيناه بالدموع
ورائحة الطيب تملأ أنفاسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق