أهلا بك في رحاب مدونتي
وسواء حطت رحالك محركات البحث أو ساقتك المقادير إلى القرطاس
تسعدني مشاركتك



عندما نعيش لذواتنا فحسب , تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة , تبدأ من حيث بدأنا , وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود..

أما عندما نعيش لغيرنا , أي عندما نعيش لفكرة , فإن الحياة تبدو طويلة عميقة , تبدأ من حيث بدأت الإنسانية , وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض


الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ



قصيدة للشاعر أبي الحسن التهامي في رثاء ابنه

حكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جار
ما هذه الدُّنيا بدار قرارِ
بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبراً
حتَّى يُرى خبراً من الأَخبارِ
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها
متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ
وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّما
تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ
فالعيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ
والمرءُ بينهما خيالٌ سارِ
فاقْضوا مآربكم عِجالاً إنَّما
أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفارِ
وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا
أن تُسْتَرَدَّ فإنَّهنَّ عَوارِ
فالدهر يخدع بالمنى ويُغِصَّ إن
هَنَّا ويهدم ما بنى ببَوارِ
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً
خُلُقُ الزمانِ عداوَةُ الأحرارِ
إنِّي وُتِرْتُ بصارمٍ ذي رَوْنَقٍ
أعددتُه لطلابةِ الأوتارِ
أُثني عليه بأثرِهِ ولو أنَّهُ
لو يُغْتَبَط أثنيتُ بالآثارِ
يا كوكباً ما كانَ أقصرَ عمرَهُ
وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ
وهلالَ أيَّامٍ مضى لم يستدرْ
بدراً ولم يُمْهَلْ لوقتِ سِرارِ
عَجِلَ الخُسوفُ عليه قبل أوانِهِ
غطَّاهُ قبل مَظِنَّةِ الإبدارِ
واستُلَّ من أقرانِهِ ولداتِهِ
كالمُقلَةِ استُلَّتْ من الأشفارِ
فكأنَّ قلبي قبرُهُ وكأنَّهُ
في طيِّهِ سِرٌ من الأسرارِ
إنْ تَحْتَقِرْ صغراً فربَّ مُفخَّمٍ
يبدو ضئيلَ الشخص للنُّظَّارِ
إنَّ الكواكبَ في علوِّ محلِّها
لَتُرى صِغاراً وهي غيرُ صغارِ
وَلَدُ المعزَّى بعضُهُ فإذا مضى
بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثارِ
أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ
وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ
شتَّانَ بين جوارهِ وجواري
أشكو بعادك لي وأنت بموضعٍ
لولا الرَّدى لسمعتَ فيه سِراري
ما الشرقُ نحو الغرب أبعدَ شُقَّةً
من بُعد تلك الخمسةِ الأشبارِ
هيهاتَ قد علِقتكَ أسبابُ الرَّدى
وأبادَ عمرَك قاصمُ الأعمارِ
ولقد جريتَ كما جريتُ لغايةٍ
فبلغتَها وأبوكَ في المِضمارِ
فإذا نطقتُ فأنتَ أوَّلُ مَنطقي
وإذا سكتُّ فأنت في إضماري
أُخفي من البُرَحاءِ ناراً مثلَ ما
يُخفي من النارِ الزنادُ الواري
وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وهي صواعدٌ
وأُكفكفُ العَبَراتِ وهي جَوارِ
وأكُفُّ نيرانَ الأسى ولربَّما
غُلِبَ التصبُّرُ فارتمتْ بشَرارِ
وشهاب زَند الحزن إن طاوعتهُ
وارٍ وإن عاصيتهُ متوارِ
ثوبُ الرياءِ يشِفُّ عمَّا تحتهُ
فإذا التحفتَ بهِ فإنَّكَ عارِ
قصُرَتْ جفوني أم تباعد بينها
أمْ صُوِّرَتْ عيني بلا أشفارِ
جَفَتِ الكرى حتَّى كأنَّ غِرارهُ
عند اغتماضِ الطرف حدُّ غِرارِ
ولوِ استعارتْ رقدةً لدحا بها
ما بين أجفاني من التيَّارِ
أُحيي ليالي التِّمِّ وهي تُميتُني
ويُميتهنَّ تبلُّجُ الأسحارِ
والصبحُ قد غمرَ النجومَ كأنَّهُ
سيلٌ كما فطفا على النُوَّارِ
لو كنتَ تُمنعُ خاض دونك فتيةٌ
منَّا بحار عواملٍ وشِفارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضاً من دمٍ
ثمَّ انثنَوا فبنَوا سماء غُبارِ
قومٌ إِذا لبسوا الدروع حسبتَها
سُحُباً مُزَرَّرةً على أقمارِ
وترى سيوفَ الدارعينَ كأنَّها
خُلُجٌ تُمَدُّ بها أكفُّ بحارِ
لو أشرعوا أيمانهم من طولها
طعنوا بها عِوَضَ القنا الخطَّارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
في كلِّ آنٍ نُجعَةَ الأمطارِ
جنبوا الجيادَ إلى المطيِّ فراوحوا
بين السروج هناك والأكوارِ
وكأنَّهم ملأوا عِيابَ دروعهمْ
وغُمودَ أنصُلِهم سرابَ قفارِ
وكأنَّما صَنَعُ السوابغِ غَرَّهُ
ماءُ الحديدِ فصاغَ ماءَ قَرارِ
زَرَداً وأحكم كلَّ مَوْصِلِ حلقةٍ
بحَبابةٍ في موضع المسمارِ
فتدرَّعوا بمتون ماءٍ راكدٍ
وتقنَّعوا بحَباب ماءٍ جارِ
أُسْدٌ ولكن يؤثرون بزادهمْ
والأُسدُ ليس تدين بالإيثارِ
يتعطَّفونَ على المُجاورِ فيهمُ
بالمُنْفِسات تعطُّفَ الآظارِ
يتزيَّنُ النادي بحُسن وجوههمْ
كتزيُّنِ الهالات بالأقمارِ
من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصارَهُ
وكَرُمْنَ فاستغنى عنِ الأنصارِ
والليثُ إن ساورْتَهُ لم يَتِّكِل
إلاَّ على الأنيابِ والأظفارِ
وإذا هو اعتقل القناةَ حسبتَها
صِلاًّ تأبَّطَهُ هِزَبْرٌ ضارِ
زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحهِ
مثل الأساور في يد الإسوارِ
ويجرُّ ثمَّ يجرُّ صعدَةَ رمحِهِ
في الجحفلِ المتضايقِ الجرَّارِ
ما بين ثوبٍ بالدماء مُضَمَّخٍ
خَلَقٍ ونقعٍ بالطِّراد مُثارِ
والهُونُ في ظِلِّ الهُوَيْنا كامنٌ
وجلالةُ الأخطارِ في الإخطارِ
تندى أسِرَّةُ وجههِ ويمينهُ
في حالةِ الإعسارِ والإيسارِ
يحوي المعاليَ خالِباً أو غالباً
أَبداً يُدارى دونها ويُداري
ويمدُّ نحو المكرُماتِ أناملاً
للرزقِ في أثنائهنَّ مجارِ
قد لاحَ في ليل الشباب كواكبٌ
إن أُمهلتْ آلتْ إلى الإسفارِ
وتلَهُّبُ الأحشاءِ شيَّبَ مَفْرقي
هذا الضياءُ شُواظُ تلك النارِ
شابَ القَذالُ وكلُّ غصنٍ صائرٌ
فَينانهُ الأحوى إلى الأزهارِ
والشبه منجذبٌ فلِمْ بيضُ الدُّمى
عن بيضِ مفرقهِ ذواتُ نفارِ
وتوَدُّ لو جعلتْ سوادَ قلوبها
وسوادَ أعينها خِضابَ عِذاري
لا تنفر الظَّبيات منهُ فقد رأت
كيف اختلافُ النبت في الأطوارِ
شيئان ينقشعان أوَّلَ وهلةٍ
ظلُّ الشباب وصُحبةُ الأشرارِ
لا حبَّذا الشيبُ الوفيُّ وحبَّذا
شرخُ الشبابِ الخائنِ الغدَّارِ
وَطَري من الدُّنيا الشباب ورَوقهُ
فإذا انقضى فقد انقضتْ أوطاري
قَصُرَتْ مسافتُهُ وما حسناتُهُ
عندي ولا آلاؤُهُ بقصارِ
نزداد همًّا كلَّما ازددنا غنًى
فالفقر كلُّ الفقرِ في الإكثارِ
ما زاد فوق الزادِ خُلِّفَ ضائعاً
في حادثٍ أو وارثٍ أو عارِ
إنِّي لأرحم حاسدِيَّ لحرِّ ما
ضمَّت صدورهمُ من الأوغارِ
نظروا صنيع الله بي فعيونُهمْ
في جنَّةٍ وقلوبهم في نارِ
لا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلي
فكأنَّني بَرْقَعْتُ وجهَ نهارِ
وسترتها بتواضعي فتطلَّعَت
أعناقها تعلو على الأستارِ
ومن الرجال مجاهلٌ ومعالمٌ
ومن النجوم غوامضٌ ودراري
والناسُ مشتبهون في إيرادهمْ
وتباينُ الأقوام في الإصدارِ
عَمْري لقد أوطأتُهم طُرُقَ العُلى
فعمُوا ولم يطأوا على آثاري
لو أبصروا بعيونهم لاستبصروا
لكنَّها عميتْ عن الإبصارِ
هلا سعَوا سعيَ الكرام فأدركوا
أو سلّموا لمواقع الأقدارِ
ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ من الوَرَى
وتصرَّما إلاَّ من الأشعارِ
وفشتْ جنايات الثقات وغيرهمْ
حتَّى اتَّهمنا رؤيةَ الأبصارِ
ولربَّما اعتضد الحليمُ بجاهلٍ
لا خير في يُمنى بغير يسارِ

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

سؤال

ألتقيت بأحد الحجاج من شرق آسيا والذهول بلغ منه كل مبلغ
ورأيت آثار التحسر بادية على وجهه فكأنه فقد محبوبا أو أضاع عزيزا
وحملني أمانة وطلب مني أن أوصلها للعلماء والمشايخ والجامعات ومراكز الدراسات
مفادها :
(أتقوا الله في لغة القرآن)
مالكم أيها العرب تتكلمون بلغة ممجوجة ,
تملكون أعظم لغة في الوجود ولم ترفعوا بها رأسا
تلوكون كلاما أعجميا لا ندرك معناه ونحن العجم
نبحث في المعاجم عما تتلفضون به ولا نجد له أصلا في لغتكم
لا تضيعوا لغة القران
كيف تفهمون القرآن؟
كيف تفهمون القرآن؟
غاب بين الحجاج ولم أرد جوابه

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

برشام


يقول بستالوتزي : "ليس الهدف الأسمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في الأعمال المدرسية ، ولكنه الصلاحية للحياة ، وليس اكتساب عادات عمياء كالطاعة المطلقة ، ولكنه إعداد لحياة العمل الاستقلالية" .

الخميس، 28 أكتوبر 2010

القول والفعل


قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
(الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول)


صيد الخاطر ص144
علينا أن لا ننشغل إلا بأنفسنا وتحقيق العبودية لله تعالى
وإصلاحها حتى تستقيم على أمر الله وحده
وهذا كفيل بأن يشعرك بأن لحياتك معنى فلا تنشغل بالتوافه وبنيات الطريق

رسالة بين صغير وكبير


أراد أحدهم التقدم إلى وظيفة معيد في إحدى الجامعات وسعى في القبول غاية جهده واجتهد في الوساطات والشفاعات من قريب وبعيد
وبعد المفاضله بين المتقدمين, قُبل من هو أجدر منه علما وكفاءة
وكان قد أخطأ في المقابلة الشخصية ولم يجب عن بعض الأسئلة
وحين علم أنه لم يقبل
أرسل رسالة إلى المسؤل عن القبول في تلك الجامعة والذي عُرف بالصلاح والتقوى
يقول فيها:
( أنا بجوار الكعبة وبين الحطيم والمقام أسأل الله أن لا يبارك لك في أهلك ومالك وأن يفعل فيك.....الخ)

فرد عليه بأخلاق الكبار:
( إن كان هذا دينك وعقلك فقد أرحت واسترحت
)

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

محمد عيضه


ظهر السبت الموافق 15/11/1431

اللقاء الأخير



حين تلتقي بإنسان لفترة محدودة وتعلم أنك لن تلتقي به بعدها إلا أن يشاء الله
فإن هذا اللقاء سيكون مختلفا تماما عن كثير من اللقاءات التي ينتابها الملل والرتابة
او الخلفيات السابقة والمواقف السلبية أوالضغائن أو عدم القبول لمن أمامك

والإختلاف هنا ليس في طبيعة اللقاء وماهيته
بل في جوانب عدة منها البشاشة والمودة الصادقة دون تكلف أو طلب مصلحة عاجلة أو آجله
ومنها كذلك الرغبة في أن يكون ذلك اللقاء ذكرى جميلة
يتذكرك فيها بمشاعر الود والشوق
والزلة مغتفرة لأن التسامح سيد ذلك المجلس
فلا عتاب ولا لوم فضلا عن التجريح والخصام
وبما أنها فرصة لن تتكرر فلن يثقل عليك شيء في تلبية رغباته
أومساعدنه مادام ذلك بمقدورك


ولو تذكر الواحد منا أناسا لهم ذكرى عطرة ومنزلة كبيرة في قلبه
قد لا يكون مدة لقائنا بهم دقائق معدودة أو ساعات محدودة
فكيف استطاعوا التأثير على قلوبنا لهذه الدرجة وبسرعة كبيرة

فكم نحن بحاجة إلى أن نغرس في قلوب من لقاهم بذورا للحب الصادق والوداد المفعم
والابتهاج برؤيتهم وكرم النفس
تسقيها الأيام وتزيدها نماءا ورعاية ونتعاهدها بطيب الوصال
فبها تزدان الحياة

الجمعة، 20 أغسطس 2010

تسع وسبعون

وقد رد الشاعر عبد الله بن إدريس - في صحيفة الجزيرة - على القصيدة بقصيدة أخرى يظهر حزنه على غازي في حديقته ، ويخبره بأنه أكبر منه عمرا فماذا يقول هو عن عمره يا ترى :

تسع وسبعون.. يا شمعات مسياري
أمضيتها بين إعسار وإيسارِ

تسع وسبعون.. يا لذَّات أحرفها
أمضيتها بين إقبال وإدبارِ

أمضيتها بين أشجان مؤرقةٍ
وبين عزم شديد البأس موَّارِ

تسع وسبعون ما أحفى ركائبها
طولُ السرى.. أو تدانت دون أوطارِي

أمضيتها بين تبريح ومغتَربٍ
من دون رفد، ولا جارٍ لتجارِ

حتى قضيت لبانات سعيتُ لها
أستشرفُ النور في آفاق أدهارِي

أستشرفُ الفجر ما ذرَّت نسائمه
مستمطراً نفحات الأكرم البارِي

تسع وسبعون.. يا غازي مزمجرة
ضد الخنوع.. وضد الذل والعارِ

وما سمحتُ لها يوماً تساءلني
(أما سئمتَ ارتحالاً أيها السارِي)؟

كلا وربك ما أصْغَتْ بهمستها
بمسمعي.. أو تهاوت دون إصرارِي


وما شَنأْتُ لها عُسراً وعجرفةً
ولا رقصتُ لها يوماً بمزمارِي

وما اغتررتُ بها خضراء مزهرة
فكل أيامها.. أيام تسيارِ

سموت بالنفس أن تُمنى بعزتها
لمطمع.. يرتضي إعنات جبارِ

ولا العداوات صدتني حقارتها
عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ

وما مللتُ حياة طبعها غِيَرٌ
بلى.. نسجت لها نثري وأشعارِي


**
يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا
أطِلْ مكوثك.. لا ترحل عن الدارِ

إني أعزك.. لا دنيا معطرة
لكن تقارب أطباع وأفكارِ

يا عازف اللحن كم أوسعتنا حزناً
لما تقول: (بأني حان إبحارِي)

فهل مللتَ؟ هَنَاك اليوم تصغرني
(بربع) عمرك.. يا للبائع الشارِي؟!

مرحى (الثمانين) هل في العمر من سعةٍ
تحلو الحياة بها في ختم تسيارِي؟

**
إني تطاولتُ للأسمى وكنت له
أسعى.. وما ضرني ما شاب مشوارِي

أما سئمت ارتحالا أيها الساري؟!


خمسٌ وستُونَ .. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ .. ما هدأتْ
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ .. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ

والصحبُ ؟ أين رفاقُ العمرِ ؟
هل بَقِيَتْ ...
سوى ثُمالةِ أيامٍ .. وتذكارِ !!

بلى !
اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
.
.
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري

ماذا أقولُ ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي .. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي : كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي : لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
.
.
وأنتِ !.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة .. من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني ؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ .. وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب .. كما
رأيتِ ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ

لا تتبعيني!
دعيني ..!
واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإنْ مضيتُ.. فقولي : لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
.
.
ويا بلاداً نذرتُ العمر.. زَهرتَه
لعزّها !... دُمتِ !
إني حان إبحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ .. أسماري

إن ساءلوكِ فقولي : لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري

وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
.
.
يا عالم الغيبِ ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني .. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي .. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ .. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ ..؟!


شعر : د. غازي القصيبي .

الخميس، 5 أغسطس 2010

الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ

الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "

شرح المفردات:
(الغنى) أي: أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس.

من فوائد الحديث:
1- قال ابن بطال:" معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه ، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس ، وهو من استغنى بما أوتي، وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب ، فكأنه غني".
2- قال القرطبي : المرء إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.

الأحد، 1 أغسطس 2010

أسهل الطرق

لا بد أن يعكر مزاجك بتصرف ساذج , أو نزق طائش , أو تجاهل لمعروفك , أو هضم لحقك, أو ماتكره من عادات الناس وأخلاقهم سواء كانت من إنسان قريب أو بعيد, كبر أم صغر,
ومع ذلك أنت ملاقيهم في غالب دهرك, وأنت حيال هذا الأمر أمام خيارات عدة :
1/ المقابلة على هذا التصرف بالمثل
وفي هذه الحالة أنت لم تصنع شيأ استثنائيا عن سائر الناس ,بل يشاركك الحيوانات في ذلك
2/ التشنيع عليه والبلبلة والصراخ والعويل.............
وهنا أنت تبلبل على نفسك في الحقيقة وتشغل الناس بك
3/الرد بصاعين
يكفي أن تقرأ قول الحق تبارك وتعالى (فويل للمطففين, الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون)
4/ التغاضي والسكوت
وهنا لابد أن يعرف سبب السكوت
فإن كان عن ضعف وعجز وخشية لمن أمامك فهذا إنهزام وجبن وقد يسبب الحنق والحقد فتشعشع الضغينة وتشتعل العداوة وتحرق نياط القلب
وأما إن كان عزة نفس ,وترفعا عن المهاترات ,و ضبطا لسؤرة الغضب, وتكرما عن الدناءة في وحل الخصومة,وحفظا لسالف الود, وصيانة لبقاء الوصل والحب
وعرفانا بعهد مضى كان المعروف حاضرا فيه
وتنازلا عن بعض حقك منة منك له, وسلامة لعرضك من الطعن والثلب ,
والظفر بثناء خصمك بعد طول العهد ودعائه لك بظهر الغيب
واعترافه لك برجاحة عقلك , وكريم طبعك , مع تشوقه لدوام وصلك ,
وظهور فضلك على غيرك بعد المعاينة والمقارنة
وتطلع الأخيار إلى حفظ مودتك, وتشوفهم إلى لقائك ,والورود إلى منهل أخلاقك العذبة
فهذا هو المحمود من الخلال, والمرضي عنه من الخصال,
وهو العفو الذي لا شيء يعظمه عند عقلاء القوم
و سيد أخلاق الكرام
و الطريق السهل لرأب الصدع, وحل النزاعات ,وإخماد العداوات
نسأل الله العفو والعافية

الجمعة، 30 يوليو 2010

سحر الهدية

كان يتحدث مع أخيه فطلب منه حاجة ليقضيها له, لم يستجب لطلبه
بل قابل ذلك بسخرية كأن هذا اللأمر لا يعنيه,
جاوبه أخوه بعبارة لم يحسب لها ألف حساب, لم يتوقع أن يسمع تلك العبارات من إنسان بعيد فضلا عن أن تكون من أخ قريب,
سحب نفسه من ذلك اللقاء بأقل الخسائر ,
ضاق خاطره, تعكر مزاجه ,انشغل باله
بدأ داء الحقد يسري في قلبه
مر شريط الذكريات أمام عينيه
يبحث فيه عن زلة مقصودة أو غير مقصودة
شواهد عديدة لا حصر لها ,بعضها عابر لحد السذاجة
أخيرا وبعد حكم صادر من دهاليز تفكيره
اتخذ قراره الحاسم بأن يقطع علاقته به أو يقلل احتكاكه به على أقل تقدير
مر اليوم اليوم الأول والثاني والقرار في حيز التنفيذ
حصل بينهما مرور عابر , لا حظ أخوه الفرق في تعامله
فهو لا يملك مهارة إخفاء غضبه
أدرك بفطنته سبب التغير البادي عليه
لم يستطع أن يواجهه بالاعتذار من العبارة التي قالها له سابقا
مع أنها كانت ردة فعل ولحضة غضب عابرة
كان بإمكانه أن يقول له ذلك
لكنه سلك إلى قلبه طريقا آخر


في الساعة الثانية والنصف ومع حرارة الصيف الملتهب
إذا بالباب يطرق
من الطارق في هذا الوقت؟
فتح الباب صدمه روعة المنظر ,
رأى أخاه ومعه هدية
خانته الكلمات, تلعثم , تفضل ...... شكرا.... حياك الله
اختبطت عليه الكلمات

هذه هدية بسيطة لأجلك
وأعتذر عن ضيافتك لأني على سفر طارئ
لكن لنا لقاء بإذن الله
استودعك الله والسلام

لم يستطع أن يرد عليه بكلمة واحدة
أغلق الباب ,فتح الهدية,
فاحت رائحة الطيب
مر شريط الذكريات أمام عينه
لم يستطع حصرا للمواقف النبيلة
كم أنت عظبم ياأخي
اغرورقت عيناه بالدموع
ورائحة الطيب تملأ أنفاسه

الجمعة، 16 يوليو 2010

رحلة مع القلم





كان يتعلم طريقة الإمساك بالقلم , وكيف يكتب الحرف ويضعه على السطر
ثم ارتقى فأصبح القلم ملازما له في مراحل تعليمه, كان يوما أسودا ذلك اليوم الذي ينسى فيه قلمه أو يفقده ,لأنه سيكون عرضة للمساءلة والعقاب من معلمه,
تطورت علاقته مع القلم فصار ينتقي أجمل الأقلام ليحمله على صدره ,بدأت علاقة حب لقلمه الخاص ولا يرضى لأحد أن يأخذه منه,
تطور به الحال فلم يعد التوقيع بالقلم أو الرسم أو حل الواجبات هي كل مايعرفه من استخامات القلم
صار يتحين لحظات الخلوة ليداعب قرطاسه بمداد قلمه
كم كان فرحا وهو يضع الحرف الأخيرمن خواطره
حتى أصبح القلم هينا سهل القياد في يده
لم تنتهي حكايته مع القلم فمازالت فصولها قائمة